Module 3- الوحدة3_الصدمة الثقافية والحنين إلى الوطن

إن المنهجية التي تُبنى عليها هذه الدورة وهذه الوحدة هي منهجية عملية واستبطانيه، فهي تهدف إلى تحفيز المهاجرين على مراجعة مواقفهم الشخصية تجاه ثقافتهم الأصلية والدولة المضيفة، مما يعكس ما خفي في صدورهم من أحكام مسبقة عن الآخرين. لثقافتك سماتٌ مميزة قد لا تكون واضحة في البدء لمن لم يعرفها. وقد تكون هذه الخصائص مدهشةً ومحيّرةً، وقد تأسر الغرباء وفقًا لآرائهم وتعليمهم. تشمل هذه السمات كل من السلوكيات والمعايير والقيم المتبعة، إلى جانب البروتوكولات والأنماط الاجتماعية التي تحدد التفاعلات بين الأقران، وبين الأجناس والطبقات والأعمار، وبين الأجيال. وتحدد هذه التصرفات الملحوظة السلوكيات المجتمعية، التي تُشَكَّل وفقًا للمعايير والقيم الجماعية الراسخة، والتي تعد بمثابة مبادئ توجيهية قابلة للتطبيق على الصعيد العالمي تحكم سلوكك وعلاقاتك على الصعيد العالمي فضلًا عن ذلك، قد تلتزم ثقافتك بمعتقدات فلسفية وروحية ودينية تؤثر على ممارساتها. وللغة في ذلك دور عظيم، تحمل عادات اجتماعية خاصة، وفروقاً دقيقة، ومصطلحات شبابية واجتماعية، وتلك التي تتعلق بمكان العمل، وقد تكون غريبة على الغرباء. وتساهم الرموز، والهندسة المعمارية، واختيارات الثياب، والثقافة التعليمية، وتقاليد الطهي، في تشكيل هويتك الثقافية.

إذن، ما هي مراحل الصدمة الثقافية؟ لقد اقترحت مجموعة متزايدة من الأدبيات مفاهيم نظرية حول الصدمة الثقافية وتتجلى في خمس مراحل. وتُعرَف هذه المراحل بما يلي: (1) مرحلة التكيف الأولية ؛ (2) مرحلة القلق؛ (3) مرحلة التكيف؛ (4) مرحلة التأقلم الثقافي؛ وأخيرًا، (5) مرحلة الصدمة الثقافية العكسية. 

  في مرحلة التكيف الأولية، يكون الفرد مفعمًا بالتفاؤل والسعادة. أما في مرحلة القلق، تبدأ بوادر الإحباط والارتباك والقلق في الظهور، ليصبح الجديد في نظره أقل قيمة، حيث يُلقي باللوم على ثقافته الجديدة باعتبارها مصدر الإحباط. ومع بداية مرحلة التكيف، يشعر الفرد بمزيد من الأمان والاسترخاء، ويبدأ في تقدير خصال وتفرد البلد الجديد. وفي مرحلة التأقلم الثقافي المزدوج، يتطور لديه مشاعر الانتماء إلى وطنه الجديد، ويصبح أكثر حساسية تجاه الناس واللغة والثقافة. أما في المرحلة الختامية، والتي تكون عند العودة إلى الوطن، فقد يتعرض الفرد للصدمة الثقافية العكسية، حين لا تلبي العودة التوقعات التي كان يطمح إليها.