الثقافة الإعلامية والكفاءات الصحفية

مقدمة

وفقا لمنظمة الصحة العالمية (2014)، ليست الصحة النفسية مجرد العافية بل هي حالة من الرفاهية يدرك فيها كل فرد إمكاناته الخاصة يمكنه فيها التعامل مع تحديات الحياة العادية والعمل بطريقة صحية ومنتجة مع القدرة على المساهمة في مجتمعه.

لكن الصحة النفسية محل الإهمال والتجاهل غالبا، خاصة إذا ما تعلق الأمر باللاجئين المهاجرين لأن هذه الجماعات تتعامل بالفعل مع العديد من المشاكل الملموسة المتعلقة باندماجهم في البلدان المضيفة.

ووفقا للأمم المتحدة، اضطر حوالي 110 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم إلى مغادرة منازلهم. من المهم أن نتذكر أن هؤلاء الملايين من الناس يواجهون العديد من المصاعب في سعيهم إلى حياة أفضل على الصعيد الاقتصادي أو عند الفرار من الحروب والكوارث الطبيعية أو لتعرضهم للاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو لأسباب أخرى في بلدانهم. ويواجهون إلى ذلك الصدمات النفسية والعنف والانفصال الأسري والنزوح القسري والتمييز وصعوبات الاندماج في بيئات جديدة.

فيما يتعلق بعملية الهجرة، نشير إلى ثلاث مراحل مختلفة يمكننا خلالها تحديد بعض الوضعيات/ العوامل التي قد تساهم في التعرض لقضايا الصحة النفسية:

1. • الاستعداد للمغادرة: الوضعيات المؤلمة مثل الحروب والاضطهاد
2. • الرحلة: العزلة والعنف ونقص الدعم
3. • الاستقرار والاندماج: التمييز والعزلة والوحدة والحواجز اللغوية وسوء الظروف الاقتصادية التي تؤدي إلى التوتر والقلق والاكتئاب

في هذه الوحدة، نلفت الانتباه إلى حقيقة أن المهاجرين من أكثر الشرائح هشاشة من حيث الصحة النفسية بسبب العديد من العوامل التي تترك علامات عميقة تؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية. ومن أجل معالجة هذه المسألة، من المهم الاعتراف بعوامل الخطر وبالتعقيد الذي ينطوي عليه الأمر فضلا عن تحديد استراتيجيات لتلبية احتياجات هؤلاء السكان لمساعدتهم على الوصول إلى الرفاه الذي يستحقونه والاندماج الكامل في البلدان المضيفة.